الأخ الذي بكت عليه العيون

  

الأخ الذي بكت عليه العيون  

من قال لي 

" هل توصيني بشيء أنا غدا سوف اسافر "

جملته أبكتني ليلا طويلا

داك الأخ الذي اردت ان ارمي على وجوده رائحة الياسمين 

ان اكتب كلامه بحبر المسك العطر الفواح 

فرحيله اقحمني في ظلام .....لم اقدر ان انساه 

ولن انساه ما احياني الله لأنه طيف لا يفارق خيالي

بقي السؤال من قريب وبعيد 

أين الخل الوفي 

اين الأخ الذي يأتيني في كل حين 

بسلام الله في أول الطريق 

بسؤال طيب منير بعد السلام

وبانطلاقة الكلام النافع القائم الذي لا يزول 

أحببت يا خلا لا انساه 

ان اجعل لك سطور تبقى في الزمن والمكان 

يعرفها كل أخ في الله سبب الله له الأسباب 

واختارك خلا من أعز الناس

قد غبت واخترت الغربة عنوان 

قد فقدتك وفقدك كل قريب لك 

فقدك كل من كنت تقربه بقربك الصادق

يا اخي الذي رحلت عني وعن غيري 

يجب ان يعرف الأهل والأحباب

حروف الحق والابتهاج

قد كنت تتمتع معي بحب في الله ووفاء 

لم تغرس في قلبي لا شك ولا ظلم

غرست في قلبي ونفسي 

لا لليأس بل للامل بقاء 

قد قلتها لي يوما اختاري اسم الوداع 

واجعليه عنوان لكل

أسى 

ظلم 

حزن

جرح

سوء ظن 

وابصري في درب الله

و اختاري درب الجنان 

طريق الهداية

قلت لي 

ما قدره الله موجود 

فامضي دوما الى الامام

قلت لي 

ان فرقتنا سنين الحياة 

الا اننا معا عند النصر والفوز العظيم الذي يرضي الله عنده هناك

أقولها بكل اعتزاز وافتخار 

 يا أعز خلا في الله 

قد جعلتني اذكرك في كل حين

افتخر فيك وأسأل الله لك في كل حين وعلى طول عمري الباقي بإذن الله

أخي في الله سأجعل اليوم ذكراك في قصة فقط للعبرة لكل الناس

قد كنت نعمة الخلان

كم كنت اتمنى ان اراك بجواري لوقت طويل

كم افتقدك يا أخي في الله

كم كانت الليالي التي سهرت معك فيها

تشاركني فرحي وحزني واشاركك حزنا وفرحا

كنت أبث اليك همومي واشواقي , حبي ووفائي

كم كنت صبورا علي 

لا تضجر مني ولا من صحبتي ولا من كلامي

وكنت تقول انا لك الاخ الأكبر فاسمعني

كم كنت ارى اسلوبك النافع الغير مؤدي 

المتفهم ...... المبصر ..... المتعمق .......

لم تمل من محادثي 

وكنت تصنع الموعد في اللقاء 

وتقول هلم الي يا اروع الاصدقاء

كنت تخترع ألف عذرا لرؤيتي 

ولا تسأم منها بل تفرح وتقول متى نلتقي

لم تضق ذرعا بخواطر نفسي .......

ولا أفكار عقلي .......

أتدري .........

أتمنى لو تقرأ حروفي هاته لتعلم مكانتك عندي كم كانت وكم بقيت

أنا كنت محظوظا ......بوجودك الى جواري

فالمرء لا يعرف قدر اي شيء الا بعد فراقه وفقده

هل اعطيتك حقك وكفيتك فيه

هل كنت مضجرا انا منك ومن شكواك

لم أكن أعلم انك تفعل ما بوسعك لإسعادي

كنت أعتقد اننا إلتقينا لنكون خلان بلا فراق

أقول لكل قارئ لحروفي 

انك الخل الذي كان نعمة من الله 

نوع ليس سهل الحصول عليه في زمن عنوانه الخداع 

الخل الذي بقي في ذاكرتي خالدا بلا فراق 

خلا قاسمني الألام والأمال 

كان صادقا في الأقوال والأعمال 

خلا مبتسم على طول اللحظات 

خلا كان يخاف علي نفسي 

يخاف شماتة الأعداء عني 

كان اللقاء فيه ليلا أغلب الأوقات

وكانت حكمة الله في ذلك أن اعرف 

أنه خل عف المشاعر

متزن الرؤى

نقي البال 

طيب النفس 

واسع القلب 

له نداء في ظلمة الليل مرسول الى الله سبحانه وتعالى  

كلماته الصلاة على الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام 

والإقتداء بسنته في سكون الليل

له حبيب في خلاوته عنوانه القرآن 

في وجهه نور الصلاة 

ليله سبحا طويلا 

ذاكرا حامدا لله 

كلامه كله صفي نقي بحكم تنفع القريب والبعيد 

بدمع نازل اقول اليوم

لم اكن اتخيل ابدا ان افتح عيني في صباح يوم باكرا ولا أجدك تدق الباب 

لم اكن اتخيل يوما ان تكون نظراتي محرومة منك

لم اكن اتخيل يوما ان اردت ان تشاركني لحظاتي

مشاعري وافكاري وافراحي ولا تشاركني اياها 

لم اضع في حساب معادلاتي تخطيطا للحظة وداع او دمعة الفراق  

إلا ان الدنيا هكذا والحياة بهذا العنوان

نزول وارتحال ...........فراق ولقاء

لكن ستظل دوما في قلبي بلا فراق 

تبقى خلا غالي أنتظر لقائه من جديد 

تسكن خاطري وتشد انتباهي 

خالد في الذكريات 

في ليالي الوصل التي كانت تجمعنا على محبة في الله 

عنوانها الصلاة ....الصوم .....الذكر ....الحمد ...الشكر

القرآن خير الدرب للفوز بالجنان 

خير وصية تركتها لي اذكرها لغيري 

" لو صادفك هدم لحالك اجعل الدعاء في جوف الليل عنوانك "

كتبت من أجلك يا أخ في الله 

بقلم راجية الخاص