كلمات بلا معنى

احيانا نقرأ كلام بلا معنى فأوصيك يامن سمعت يوما كلام بلا معنى

يظن البعض ان الحروف لما تلتقي تشكل كلمات وعبارات وجمل وسطور لتدمر الوجود

يظن اصحاب الكلمات انها لامعة في السطور بألوانها وتكبيرها فاذا هي جوفاء بلا معنى

ووجودها لا معنى فيه ولا حتى اللمعان مفيد

ظن البعض ان اجتماع كلماتهم وتعانقها يشكل تطبيقا على ارواح من تناديهم السطور

ظن هؤلاء ان كلماتهم تشكل ممرا طويلا

بدايته العيون والأذان ليدخل فحوى الخلايا لتصبخ اسيرة للكالمات وتسيطر على

مشاعرنا لتبرمج حروفنا فترد بكلام يشبه باللون ما سمعته الأذان

 الا انه لا يدري هؤلاء انه يختلف بالرائحة والطعم والقوام

فخروج حروفنا يعرفها الناس تملأها وهج القلوب ودف المشاعر

وحروفنا لما تخطو السطور معانيها ترحيب من العيون بجملنا وعباراتنا كونها تخاطب الواعي الحق الذي يبحث في عمق الحروف فيفهم القاصد من المقصود

هناك فرق شاسع بين من اختار كلاماته صدق الوجود بحب ومشاعر وكلام بهدف الارتقاء بين الناس بعذوبة المنطق وحلاوة اللسان المخلص

وبين من اختار كلاماته بصنع مرير يظن بها انه ثاقب للقلوب وانه فائز في الوجود وانه خير الناطق بالحروف

الا انه هزيل في حروفه يشبه ذاك الذي يلون وجهه ويده ويلبس لباس يجدب اليها كل حاضر  ليتعلق بمسرحياته وثمتيلاته وكلماته الا ان المشاهد يكتشف ان الثمتيليات بلا معنى

هم المهرج كسب المال ويقول اغرس في المشاهدين معنى وحكايات

هناك فرق اخر اسمه لا يستوي كلام الود والوفاء والاخلاص مع كلام الرياء والنفاق لغاية تحقيق المآرب والغايات

هناك فرق عندما يبدو الكلام ظاهره رحمة وحب وامان ويكون فحوى باطنه العذاب والالم والخذلان

اريد ان يعرف هؤلاء ان القلوب الصادقة في الكلام في ظاهرها وباطنها تجد الترحيب والاصغاء وتلبية النداء من عيون القراء

وليس كالقلوب الكاذبة في كلامها في ظاهرها وباطنها واقتنعت بمبدأ ان للكلام وجها واحدا فقط هو الوجه الذي تعنيه هي وتوجهه الى الناس وقتما تريد

تعلمنا نحن اصحاب القلوب الصافية النقية بلا الوان مزركشة .. الكلام الواضح الصادق الحامل لدفء القلوب وحرارة المشاعر لا كلام المزركش بالوان الطيف الممتزجة لتغمق بلون اسود يحمل خبث المقاصد وسوء الأهداف والغايات

هل ادرك هؤلاء ان للجمل والعبارات محترفوها ومتقنوها وضعوا في وجه الكلام الذي سمعته حاجزا تمنع عبوره للقلب واكتفت بسماعه بالأذن ومروره للعقل لتجعل السطور توقف كل حرف اراد الأذى بالأحبة في الوجود

تعلمنا نحن القلوب الصادقة ان نعيش حياة قوية بالأحباب والأخوة الحقة بلا رياء ودون نفاق لنعلم اولئك المخادعين

 ان الكلمات التي جعلوها تفقد معناها جعلتهم معها اسماء بلا معنى مروا مرور الكرام

وغادروا بأرقام اصفار وجدت على الهامش الايسر لهذه الحياة ولم تكن لهم وظيفة سوى اننا اكتشفنا فيهم الاستغلال

وجعلونا نعرف قيمة كلماتنا الصادقة انها تحمل حروف طاهرة

ليس شكرا لكلماتنا الا ان الحق يقال فكلماتنا ذات معاني لا معنى واحدة نفتخر فيها لأنها تفتح الباب وتشفي الجرح وتغرس في الفكر

ان الحياة مستمرة بإذن الله وحياتنا قطار سيتوقف يوما ما في محطة النهاية يرجوا رضى الرحمان